40 مليون مصاب، يموت منهم 3 ملايين شخص سنويا، من بينهم 278 ألف طفل.. هذه الأرقام المفزعة لا تعبر عن عدد ضحايا إحدى الحروب العالمية، وإنما تمثل حصيلة ما حصده فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" عالميا منذ اكتشافه في العام 1982. ويبلغ نصيب الوطن العربي من تلك الإصابات نصف مليون شخص على الأقل وفق الأرقام الرسمية، وهي أرقام قابلة للزيادة بمعدلات كبيرة خلال الفترة القليلة المقبلة، بالنظر إلى أن أكثر من 90% من المتعايشين مع الفيروس لا يعلمون أنهم يحملونه، حيث يعتبر الإيدز من الفيروسات "سيئة السمعة" في عالمنا العربي، ويتم وصم حامله بالانحلال واعتباره مستحقا تلك اللعنة التي حلت عليه، وغالبا تتم محاسبته على أسباب المرض، وليس نتائجه.
ما سبق يثير العديد من الأسئلة والإشكاليات حول كيفية التعامل مع المرض وسبل مواجهته، وفي مقدمتها تغيير النظرة السلبية للمصابين بالفيروس أو المتعايشين معه. وعلى هامش احتفال العالم باليوم العالمي لـ"الإيدز" الذي يوافق الأول من شهر ديسمبر من كل عام، نظم البرنامج الإقليمي للإيدز التابع للبرنامج الإنمائي بالأمم المتحدة في القاهرة خلال الفترة ما بين 29-11 إلى 2-12-2007 ورشة عمل إقليمية تحت عنوان "نحو إعلام ديني يحمي حقوق المتعايشين مع فيروس الإيدز" بمشاركة عدد كبير من العاملين في مجال الإعلام الديني بالمنطقة العربية، كممثلين عن قنوات تلفزيونية وإذاعية وصحف ومواقع على الإنترنت. وبحسب المسئولين عن البرنامج هدفت الورشة إلى إبراز التجاوب مع الإيدز كواحد من أهم التحديات الحقوقية والتنموية التي تواجه المنطقة العربية، وكشف الأسباب الكامنة وراء تفاقم الوباء، ومنها الوصم والتمييز ضد "المتعايشين مع المرض"، بالإضافة إلى حشد قادة الإعلام الديني وتمكينهم من تقديم القضايا المتعلقة بالإيدز بطريقة تؤدي لمحاربة الوصم وحماية وتعزيز حقوق المتعايشين. الدائرة المفرغة وبالإضافة إلى عرض تعريفي بمعدلات انتشار المرض عالميا وعربيا، وكذلك طرق انتقاله من المصابين إلى غير المصابين وسبل اتقائها، تضمنت الورشة تدريب المشاركين على الآليات والأدوات الواجب أن يتضمنها الخطاب الإعلامي - وخاصة الديني منه - حول الإيدز، وعرض مقاطع درامية وأيضًا شهادات حية للمتعايشين مع المرض تحكي معاناتهم، خاصة ما يتعلق منها بحالة النبذ والإقصاء من المحيطين بهم وحتى من أسرهم، سعيا لكسر الدائرة المفرغة التي يدور داخلها المرضى والمتعايشون مع الفيروس. وحاولت فعاليات الورشة تغيير الصورة النمطية في الذهنية العربية عن مرضى الإيدز واعتبارهم مجرمين حق عليهم غضب الله، مبينة أن السلوكيات المشينة تُعَدّ أحد أسباب انتقال المرض وليس سببه الوحيد، ومن ذلك انتقال المرض من الأم لجنينها أو من أي من الزوجين في حالة إصابته إلى الطرف الآخر غير المصاب نتيجة لممارسة العلاقة الجنسية بدون "واق". وبينت كذلك أن المرض لا ينتقل من خلال المعايشة اليومية العادية مع المصاب، كالمصافحة والمشاركة في آنية الطعام أو رذاذ العطس أو حتى التقبيل، حيث إنه لا ينتقل إلا من خلال الدم أو السوائل الجنسية. ودعا القائمون على الورشة في النهاية إلى قبول المجتمع لمريض الإيدز وإعادة دمجه واحتوائه؛ نظرًا لما يمكن أن يؤدي إليه عزل المريض ووصمه والتمييز ضده من تحوله لشخص ناقم على المحيطين به، وربما يدفعه ذلك إلى الانتقام منهم بتعمد نقل الفيروس إلى أشخاص غير مصابين. واتفق المشاركون على أن مريض الإيدز شأنه شأن أي مريض آخر لا تجب معاملته باعتباره مدانا، وإن كانت مشكلة المجتمع مع التصرفات الآثمة التي تمثل بعض أسباب انتقال المرض، فإن المريض المصاب في حال انقطاعه عن تلك الممارسات والإقلاع عنها، وجب على المجتمع أن يأخذ بيده بلا تمييز أو رفض، متجاوزًا عن تلك الأسباب. والآن عزيزي القارئ.. ما هي نظرتك لمرض الإيدز والحاملين للفيروس المسبب له؟ وكيف سيكون رد فعلك في حال علمك أن هناك أحد المصابين بالمرض في الوسط الذي تقيم فيه.. ربما أحد أفراد أسرتك؟ وهل ستتغير معاملتك له إذا كان هذا المصاب طفلا رضيعا انتقل له المرض من أمه المصابة، أو زوجة أصيبت من زوجها الذي كان يخفي عنها مرضه؟ رجاء موافاتنا بآرائكم أو خبراتكم في هذا الصدد..
محرر نطاق مشاكل وحلول للشباب.
......falkon......
| 
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الخميس ديسمبر 06, 2007 8:09 am
