اخر صدى لكماتى

اكتب هذه الكلمات اليكم ولا أدرى ...

أستعود أصابعنا وتتشابك من جديد ... ؟!

أم أنها ستذوب وسط الزحام ..... ؟!

فكل شىء حولى أصبح يبشرنى بالموت ...

وأنا .. أنا ما زلت هنا لكن بلا صوت .

اعتزلت كل شىء حتى الحنين ...

فإننى اعتزلت الحنين ... ونكرت الولاء للأنين ..

فيا وصمة الجبين لا تخفى الأنين ..

فخلف الابتسام مصائب جسام ..

فالجموع ركوع .. والبهجة دموع .

بداية .. همس يقول فى أذنى ..

لست أول من يجرح .. ولست آخر من يفرح

فانظروا إلى قلبى كيف كان وماذا أصبح

هل بقى من الجراح ما لم يفضح

ولو فضح هل سأتحمل وهل سأنجح

ربما سأتحمل لعلى أرى نهاية أوضح

ارتفع القلم أخيرا من مآقيه بعد أن سطر لكم بقية مسيرتى مع الأيام ..

فمن الصديق ... ؟!

ومن الغريب ... ؟!

لست أدرى مين معايا من البداية ... ؟!

ومين معايا للنهاية ... ؟!

فيا قلمى .. ويا همى .. ويا قدرى .. ويا يأسى

إلام أنت ماض بى ..... ؟!

إلى الأحلام ترادونى .... ؟!

أم إلى الجحيم لتلقينى .... ؟!

إننى منتظر الموت ليأخذنى ..

فاكتب يا قلمى على مهل ..

فالدنيا رخيصة وغدارة

قلمى .....

لا تتركنى وحدى .. نعم ......

فأنا أصبحت وحيدا من بعدك يا قلمى

فيا قلمى :-

لمن تشرينى .... ؟!

وبكم تشرينى .... ؟!

بنقود كيف تعذبنى ... ؟!

بقيود كيف تسلسلنى ... ؟!

فيا حبيبتى ..

لا تحزنى .. ولا تيأسى ..

فالوداع سيكون لكى ولى شفاء ..

فإننى أصبحت أسير بلا طريق فوق خارطة الزمان ..

واحتمى بالزمن من زمنى المفارق ..

تشق الآه صدرى .. لا يرى غيرى دموعى ..

إنه مشهد أخير .. ووداع حنين وسط آخر أصحاب لى من البشر .

آيا رفاقى تحدثوا وتهامسوا .. بل واصرخوا

لكن برغمى كل ما تسمعه آذانى رماد يحترق .

فقد كنت حصن فرحكم من كل شر .

فالحقيقة لا تراودنى الا عند شروق القمر .

عندما تميل الشمس نحو الغروب .. ويبقى المكان مظلما .

حبيبتى ذهبت .. خرجت الى الخارج .. فخرجت وراءها ..

أبحث عن مستقرها ..

فرفعت كفى الى السماء ..

أيها الحب الغائب الحاضر .. أين الوعد الذى كان بيينا .... ؟!

وأين حبيبتى .... ؟!

رباه .... رباه

رباه .. لا تتركنى وحدى .. فهذا السكون يخيفنى

فقلبى راح كالحمامة يرفرف

حول الحبيبة مخافة الغربان

بكت الحمامة من نزيف فؤادها

لما انكوت بمرارة الحرمان

بكت الحمامة فاستقرت دمعة

بين الضلوع فمزقت أركان

فأماه ... أماه ..

أماه .. لا تبدى النحيب فإننى أقوى بصبرى من لظى النيران

أماه .. أماه صبرا لا تئنى إننى لن أستكين لوحشة السجان .

فآه .. وآه .. وآه .. وآه

فكم سألت الله ألا أكون .. ولا أكون سبب العذاب

فيا من أهديتك ضوء الشمس لماذا تهدينى الظلماء .... ؟!

يا من أهديتك الغابات لماذا تعطينى الصحراء ..... ؟!

اعلم أن من بينكم أخت حزينة علىَّ ...

فيا أختى ....

لا تجزعى مما يداهمنى .. من الخطوب ولا تآسى لما فاتا .

فاعذرى أختاكِ ولا تنكرى تخلفها .. فلا يعرف الجرح الا حين ميسرة

وامسحى وجهها .. واطردى عنها شياطين المناحم

لكن اعلمى اننى ارحت واسترحت ..

فإنها دنيا كذاب وجحود .. ولصدق النفس ساعات تهون

إننى الآن أصبحت أشكو لقلمى همى

ويسمعنى .. ويسمعنى إذا اللأحد يسمعنى

أناديكم ... أناديكم ..

نسيتم كل ما كنتم .. أنا .... ؟!

أنا أنتم .. وأنا منكم .. وأنا ............

وأنا ما أقدرش أغيب عنكم ..

لكن جرحى يؤنبنى

فقد كنت رغم تعففى متذللا .. نعم متذللا

فإننى ألومك لو أرى اللوم يجدى

ولكن لا ملام ولا عتاب

فقومى وصافقى على التوديع كفى

كما صافقتى تبغى اقتراب

ولا تدعى العيون اذا تلاقت

تمزق عن تجاهلنا الحجابا

وإن هزتك عاطفتك إلىَّ

وجاذبك الحنين لى جذابا

فلا تظهرى لهذا الناس فأنا .... ؟!

فأنا قديما قد تمانيت الصحابا

وإن من يرد عليكى ودى

أركبته الركب الصحابا

فقد جاء نفسى أو كاد لولا

صحاب لا يحبو لى التراب

فهؤلاء الجالسون حولى على مصاطب العزاء ..

لا يعلمون .. و لا يعرفون عن مرضى شيئا ...

فرباه .. رباه حبك فى القلوب معظم .

وسماء فضلك منتهى حاجاتى

فجراح قلبى لا تكف دماؤها

ودموع عينى لوعتى وهوانى

والدين يبكى .. الدين يبكى والنجيب يحزننى .

والقلب يثرى للثرى وجدانى

ربما كان إحساسى حلما .. بللته قطرات المطر

أو كان مجرد أنشودة محلقة فى سماء البشر

هل سبب مرضى هو حلمى الذى لم يكتمل .... ؟!

أم هو آه فى صدرى ممزوجة بعطر الخجل ... ؟!

أمس

أمس كانت تنادينى قطرات الندى .. وتسقينى نقاء الحب

اركض بعيدا نحو حلم احساسى .. اقف على شاطىء الحب

ارسم حلمى على رماله الناعمة

والموج كان يداعب رسمى .. بروحه وجناته

وينتابنى الخوف .. خوفا على حلمى بأن يموت ..

وتأتى موجة وتعاند مشاعرنا

وتاخد حلمى واحساسى .. وتمضى بعيدا حيث صرخت أنادى ...

متى موعد فرحتى يا دنيا بلا أخلاء ... ؟!

قلبى يصرخ كيف السبيل إلى كون بلا أخلاء

أنا أصبحت فى بحار الهوى وحيدا

أوجه دفء كلماتى نحو السماء

أمنيتى ..... !

صاحب يكون الزاد فى حر الفلاء

وحبيبة تشفى ببسمتها كل الجراح

تكون لى شفاء من كل داء

لكن كيف وأنا تائه فى سوق الآمال ... ؟!

متى اعلق الزينة على دار قلبى ... ؟!

متى اعلن موعد رحيل الشقاء ...... ؟!

فعش يا موطن الآلام فى دنيا بلا بلاء ..

سأصبر يا دنيا منع الهناء .

سأصبر لعلى أجد من ينادى لكى ببعض الدواء

دوائى فى كلمة حنان

سأنتظرها من أحد الأحباء

أو تضمنى شمس من الأصدقاء

فأنا بحر عتيق ..

تعبت من أمواجى التى تجن لساعات .. وتهدأ لساعات ..

والآن لا أرى سوى دم أسود .. جمر اجلد .. موت اخلد ..

أحاول أن انام حتى لا يقلق النائمون من حولى .

لكن .. لكن دون جدوى .. فكل محاولاتى باءت بالفشل ..

فقررت أن اسهر ليلى اغنى

فشكانى القمر وقال :

سهرت أنا ليلك والناس ينامون ليلى

تأخرت على ميقاتى كى أسامرك ليلك

دعوت ربى أن يفرج كربك .. لكن مات قلبك .. قبل أن اذهب

فبكيت على قبرك وشربت من مرك

وحين مات قلبى ، أيقنت أنه قلبك

ولكن القمر يجاملنى لأن فاته دربى قائلا :

لو كنت انتظرتنى لكنت فرحت قلبك .. ولكن يكفينى ربى وربك

لكم أن تتخيلو من هو القمر بالنسبة لى ... ؟!

فهمتك الآن يا دنيا

فهمت معنى أن تؤلمى الفؤاد

تؤلمى الروح

تؤلمى القلب

تؤلمى الفرح

فمهمت خطتك لزرع الحزن فى قلوبنا

ولن اسألك يا دنيا " لماذا أنا ........ ؟!

سأدع الشك يراودنى حتى ..... أبقى فى عالم من الشك

فلا هناك من يواسينى ... ولا هناك من يجافينى

ليه التفاؤل والفرح يبقى ثوانى ما يدوم ؟!

ليه العيون خايفة ... وبعض المشاعر زايفة ... ؟!

إننى لا أدرى الا بالشال المصنوع من الصوف الانجليزى يشملنى

وأمى جالسة عند كتفى والآخرون واقفون من حولى ..

ما الأمر ..... ؟!

وأين أنا ..... ؟!

لن أستطيع استعادة قواى ...

ألن تشرق شمس هذا النهار ..... ؟!

بدأت أهلوس بالكلمات ...

رفعت عيناى فوجدت دواء من حولى ...

أمى ... أمى

أمى .. أين أنتى يا أمى .... ؟!

وتركتينى وحدى أصارع الأقدار .. ؟!

كم من الوقت قد مضى لا أعلم .. ولا أتذكر سوى ...

لماذا اكتوت مشاعرها فأصبحت لا تشعر بشى من حنانى ...... ؟!

لماذا تقلبت القلوب ...؟!

فلم يعد لى سوى الأحزان ..

والآلام من حولى ..

فأهنئكم الآن بالوداع لا أنى

أرى الوداع أروح من غيره

فكفى فرحا أن عاما مضى

بما لقى المرء فى كره

يموت الزمان ولكأنما

تعيش الهموم على قبرى

اغمض جفنى ..

وارسل خلف الأصابع عينى ..

واعدو بعيدا .. بعيدا كشمس وقت الغروب

والسلام حسن الختام .. لذلك أدعو الله أن يخفف الآلام

وتذكرونى أحبابى إن كنت استحق منكم الذكرى

وأوعدكم أننى سأذكركم ولن أنسى كل كلمة حانية

وكل همسة حب قضيتها معكم

لذلك أجيبوا لى طلبى الأخير :

اذكرونى واتركوا لى بصمات كلماتكم لتكون لى ذكرى

وأوعدكم أننى لن ارحل إلا بعد أن أسمع كلماتكم